الخميس، 30 أكتوبر 2014

لماذا اقرأ ؟

هذا السؤال راودني بعد أن قفز من العدم بدون أي مقدمات، لماذا اقرأ؟
كنت اعتقد إني أملك جوابًا، ولكن ليس بعد أن راجعت إجابتي بشكل يحمل معه شيء من الدقة.





لا أدعي إني قارئ كبير، أو إني انفق ساعات طويلة في القراءة، أو أن لي باع طويل وتاريخ سحيق في ضلوعي بالقراءة، كل ما في الأمر أني تخليت عن اغلب الإهتمامات وقدمت فيها القراءة.

والقراءة ترف فهي لا تتطلب جهد جسماني، كل ما تحتاجه كتاب تقرأه وأنت في مكانك لا تتحرك، تشرب الماء أو القهوة والشاي، هذا إذا كان الهدف من القارئ هو القراءة فقط.

تحول هذا الترف إلى شقاء بعد أن أصبح هناك هدف تحت شعار عريض وهو "البحث عن الحقيقة"، وازدادت القراءة شقاءًا بعد المصادقة من المبدأ "الصدق مع النفس".

بعد مرور الأيام في هذا العالم وتلاطم الأمواج فيه وقذفي من مكان لآخر إلا انني لم أبلغ هدفي بعد، وهو العثور على هذه الحقيقة التي ابحث عنها!
ما العلة إذًا؟ ربما لأني في بداية طريقي وكمية الكتب التي قرأتها لا تشفع لي. 
ولكني قرأت كتب لكُتاب كانوا يقرأون الكتب من مهدهم إلى لحدهم
هل الكمية معيار؟ لا بالطبع
والفترة الزمانية ؟ بالطبع لا
هل كانوا يمتلكون الحقيقة والتي قرأتها في كتبهم؟ لا اعتقد ذلك
اقوالهم تُحلل تُفنّد تُنظّر تُرد تُنتقد
ما الفرق إذاً بيني وبينه إن كان لا يمتلك الحقيقة؟
أو بالأحرى ما الفرق بينه وبين من لم يقرأ كتاب في حياته؟
هذا لم يقرأ كتاب ولم يمتلك الحقيقة
وهذا قرأ 1000 كتاب ولم يمتلك الحقيقة أيضًا

اذًا أعود إلى سؤالي الأول، لماذا اقرأ؟ 
للمعرفة.
للمعرفة التي لست متأكد أنها حقيقة؟
وإذا سلّمت إنها حقيقة، ثم؟
لا اعتقد أن هناك جواب واضح
أو أن الهدف لم يصبح صالح

اعتقد إني تهت وسأبحث عن هدف آخر