الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

ديمقراطية الأنا



إذا ما تحدثنا عن الديمقراطية ينبغي الخوض في مقدمات, ولكن اجتزت المقدمات هذه المرة فلست هنا في وضع لتعريف الديمقراطية واصلها ومن أين ومن أول ؟ وإنما أنا في مرحلة تبني هذا النظام السياسي بمفهومة الصحيح الذي يتضح لنا في لفظه.

وينبغي على من يتبنى هذا النظام أن يأخذ بنتائجه ولوازمه , فعندما أخذت بهذا النظام أنا أدرك أن لي صوت مع بقية أصوات الشعب ولكن ليس من الضروري أن يعلو صوتي والذي اعتقد انه هو الصواب , في حاله أن هناك أغلبية يعتقدون أنهم مصيبون , فهذه هي الديمقراطية أغلبية وأقلية , والأقلية تحترم رأي الأغلبية وتسلم لهم ما رأوه صواباً .

فمن الجانب العملي إذا ما جرى انتخاب لرئيس دولة ولم يفز المرشح الذي صوتُ له مهما كان عرقه ونسبه ولونه وحزبه ..الخ ينبغي لي أن احترم هذه النتيجة , فالديمقراطية لا تعرف من وصل إلى سده الحكم بل تعرف كيف وصل وهي بالإرادة الشعبية , فالديمقراطية ليست متمثلة فألانا وما أراه هو واجب حصوله , وإنما هذه تعتبر دكتاتورية صغرى .

فإذا افترضنا أن رأي هذه الأغلبية خاطئ , وان هذا الحاكم الذي وصل ليس كفؤاً لمهمته , لا يكون إصلاح الأخطاء بالصراخ ! وإنما لكل شي نظامه وأدواته. وان اختلفت الأنظمة الديمقراطية فيما هل يجوز عزل الحاكم أو لا , فان هناك نظام اتفقت عليه جميعها , وان للحاكم فترة زمنية محدده ثم إما أن يجدد له ( لفترة معينة كذلك ) أو ينتخب غيره , فإذا كان لا يجوز عزله أثناء فترة رئاسته فحتما يحق للشعب عدم التصويت له في فترة الانتخابات المقبلة .

الخلاصة أن من يأخذ بالنظام الديمقراطي ويتبناه ينبغي أن يأخذ بنتائجه وان كانت تختلف في ما يراه, فهذه هي الديمقراطية.