الثلاثاء، 10 يناير 2012

عذراً يا جريدة الزمن .. فأنا في اختبار

ملاحظة : القصة مختلقه ولكن أبعادها حقيقة ..

دخلت القاعة في وقت مبكر , وأخذت كرسيّ وبدأت بلملمة أفكاري , فبعد قليل سيبدأ اختباري .. يدخل الدكتور ويوزع أوراق الأجوبة ثم الأسئلة ويقول بدأ الاختبار والأسئلة ممنوعة ..
كان الاختبار عبارة عن سؤال واحد فقط , وهو التالي :

السؤال : 

قام س بالنشر في جريدة يتهم فيها أ و ب بالغش والخداع .. الخ في قيام وظيفتهم  بموافقة رئيس التحرير ص , حكمت المحكمة بادانه س و ص باهانه موظف وسجنهم 5 أشهر .
في ضوء ما درست :
بين مدى صحة الحكم بالأسانيد والتكييف القانوني .
مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح ,,

الجواب :
الاسم : أحمد البلوشي

أولا : الجريمة هي اهانه موظف وهي من الجرائم المرتكبة ضد الحرية الشخصية والشرف .
المادة ( 269 ) : يعاقب بالسجن من عشرة أيام إلى ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز عشرة أشهر كل من أهان كرامة أحد الناس بإحدى الوسائل المذكورة في المادة 34 من هذا القانون .
وقد قامت الجريمة بركنيها المادي والمعنوي 

الركن المادي : وهو فعل الإسناد بواقعة معينة أو غير معينة إلى شخص , وتتم بالوسائل المختلفة قوليه أو كتابية أو بالإشارة , ولا يهم أساليب التعبير سواء كانت نسبة الواقعة إلى المجني عليه على سبيل اليقين أو الشك , صريحة أم ضمنية , سواء كانت معلومات شخصية أو منقولة من الغير .

الركن المعنوي : وهو القصد الجنائي ويتوافر عندما يوجه الجاني إراداته لعبارات الاهانة وبشكل علني مع العلم بان هذه العبارات تؤدي إلى المساس بكرامة المجني عليه , ويشترط أيضا إذاعة عبارات الاهانة بين الناس ( العلانية ) والنشر في الجريدة سبب كافي لتحقق العلانية .

العلانية :
ويقصد بالعلانية انتشار أو إذاعة الخبر بين مجموع غير معين من الناس الذين لا تربطهم بالجاني صلة مباشرة .
ويجب أن تكون العلانية حقيقة وان تصل إلى الجمهور بإحدى الصور التي وردت في المادة 34

المادة ( 34 ) : تعتبر جرائم علنية الجرائم التي تنشر بالوسائل التالية :
1- الإعمال أو الحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرّض للأنظار أو إذا شوهدت بسبب خطأ الفاعل من قبل لا دخل له في الفعل .
2- الكلام والصراخ سواء جهر بها الفاعل أو نقلت بالوسائل الآلية بحيث يسمعها في كلا الحاليين من لا دخل له في الفعل .
3- الكتابة أو الرسوم والصور اليدوية أو الشمسية والأفلام والشارات على اختلافها إذا عرضت في محل عام أو في مكان معرض للأنظار أو مباح للجمهور .

وكما هو واضح إن العملية كانت بالكتابة , والمقصود بالكتابة هنا الرموز الناقلة للأفكار من شخص لآخر طالما كانت واضحة تعني معناً معيناً ولا يهم الوسيلة التي تحققت بها سواء كانت باليد أو الطباعة ويدخل في الكتابة الرموز والرسوم كالرسوم الكاريكاتورية والصور والأفلام التلفزيونية .

الحكم :
المادة ( 173 ) : كل من أهان موظفاً بالكلام أو الحركات علانية أو بالنشر أثناء قيامه بوظيفته أو بمناسبة قيامه بها يعاقب بالسجن من عشرة أيام إلى ستة أشهر .

وقد حكمت المحكمة بالسجن لمدة 5 أشهر , فحكم المحكمة حكم صحيح لم يخرج عن إطار نص القانون .

انتهت الإجابة .

قد يتفق معي الكثير في الإجابة بل ويرى إني استحق الدرجة الكاملة
وذلك لأننا نتحدث عن س و ص مجرد حروف لا نعلم صفتهم أو وظيفة عملهم , فهم حروف نكرة لا تربطنا بهم علاقة صداقة او قرابة ..الخ
ولكن الأمر يختلف عندما أقول هذا فلان وهذا وزير !
فالعاطفة ستدخل في الموضوع وسينقلب الموضوع رأساً على عقب
وهذا ما حدث تماماً في قضية جريدة الزمن ولقد تعمدت أن أضع السؤال بعيداً عن الإجراءات الجزائية والتي كانت هي ما اثر على حفيظة الشارع العاطفي وكان الشغل الشاغل كيف يستطيع الوزير أن يحرك دعوى باتصال هاتفي !
ليس العيب أن لا ندري كيف , فقد كنت احد المتسائلين عن هذا الموضوع
ولكن العيب أن لا نبحث كيف استطاع وإذا ما وجدنا الإجابة كابرنا ونحاول الابتعاد والتخفي عنها ونحن ندري كيف استطاع فيه قراره أنفسنا .

فالدعوى العمومية تباشرها السلطة المختصة [ الادعاء العام ] حين علمها بواقعة الجريمة, فهي لا تنتظر الإذن بل وجِب عليها مباشرتها, مع انه كان هناك اتصالاً هاتفياً حتى لو سلمنا انه من كوكب المريخ.

كذلك ابتعد عن مسألة رد القضاة والاختصاص المكاني فهذه جميعها إجراءات جزائية نحتج بها , وكأننا نقر بالجرم ولكن نحاول أن نفلت عن طريق الالتفات حول الإجراءات .
وابتعدت كذلك عن المسائل الإدارية والتي كانت تتمثل في رخصة مزاوله المهنة .

لأجعل السؤال مجرداً من العاطفة التي حركت المشاعر , وأصبحنا نتكلم بمرجعية عاطفية .

نعم , أنا مع جريدة الزمن ولكن لا أنكر إنها أخطأت في هذا الموضوع فالخطأ وارد , ولا تربطني علاقة بالوزير ووكيله حتى إني لا اعلم أسمائهم , ولكن هذا هو القانون ونصوصه , هذه هي الحقيقة إن صح التعبير .

في الآونة الأخيرة قامت الزمن بالاعتذار وهي خطوة جيدة من وجهة نظري , إلا آن البعض شن هجوماً وفي الأخير جعلوها مسألة سياسية تتدخل فيها عوامل الخداع والمُكر , وهذا ما لا دخل فيه لي عندما نتحدث بلغة القانون .

يقول توماس هوبز في إحدى كتبه : " اعلم من التجربة كم سيتم التشهير بي بدلاً عن شكري لأني قلت للناس الحقيقة حول الطبيعة البشرية "

وأنا أرحب أن يدلني احدهم أين أخطأت في حدود القانون فقط ..


0 التعليقات:

إرسال تعليق